الام ورحلة الحياة والعطاء
بقلمي \ محمد سلطان
عاش جنينا زمنا بين احشائها
لعظم راحته تمنى فيها البقاء
وسادات بجنباته يمينا وشمالا
من غير تعب ياتيه توا غذاء
تحمله شهورا وهن على وهن
وهي تتمنى له صحة وهناء
ويجول في مسكنه بلا سكون
من غير ضجر او تشكو عناء
ان اكلت شيئا له فيه نصيب
وان نامت تنشد تجنيبه اعياء
وقلبها يدق حسب نبضات قلبه
تجعل من فؤادها لفؤاده وعاء
تبث في اوصاله عبير شعورها
اشواقها له بطيب خاطر وفداء
وهو الذي تغلغل في قلبها حبه
وبات لايام حياتها املا ورجاء
وتنتظر جوارحها يوم قدومه
ليملأ الكون حولها نورا وبهاء
تجتاحها الام المخاض فجاة
ليزفوا لقلبها قد تنفس هواء
ويصرخ صرخة الحياة معلنا
ها انا قد قدمت لدنيا الشقاء
وتبدا معه رحلة عمر جديدا
رضاعة و سهر ودموع ودماء
ان تبسمت عيناه يتبسم قلبها
وملأت البشاشة وجهها بهاء
وان داعب انين صوته اذنها
فزعت من نومها كأنها بلهاء
تحنو عليه بحليب صدرها
علها تبث اوصاله حبا كدواء
فيهدأ ويقر عينا مسترخيا
وينام بقربها تدعو له السماء
لما يجول في ارجائها زاحفا
تشكو من الفوضى في الانحاء
تتبرم مدعية الضيق لحراكه
والحقيقة قلبها تغمره السراء
ويوم يخطو أولى خطواته
ويترنح ليلبي دعوات النداء
يملأ المكان بضجيج شقاوته
ينشر الفوضى ويبعثر الاشياء
هكذا تمضي معه الايام زاهية
بينما هي مستمرة في العطاء
ويوم دخوله المدرسة تلميذا
يصبح خوفها وفرحها سواء
خوفا عليه لمغادرة حضنها
وفرحا لضمه لنخبة النجباء
هذا جزء من ملحمة عطاء
تعيشها كل ام مع الابناء
فطوبا لكل امهات الدنيا
في عيدها لقلوبهن اهداء
بقلمي
محمد سلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق