الخميس، 8 مارس 2018

مجلة سماء الأبداع للشعر والأدب الألكترونية كتب الشاعر أحمد عبداللطيف النجار قصة بعنوان إلا ولدي

سرديات قصيرة 
ــــــــــــــــــــــــــــ                     
                         إلا  ولدي !
                                بقلم 
                             أحمد النجار
                                   كاتب عربي

أي إنسان منا مهما كان مسالماً ووديعاً ، فإنه من الجائز جداً أن ينقلب إلي وحش كاسر وبركان هادر في لحظة واحدة إذا تعرض لموقف مثير لا يمكن احتماله .
حدث ذلك مع صاحبي حسان ، ذلك الإنسان الوديع الهادئ الذي يشهد له القاصي  والداني بحسن الخلق والأصل الطيب والصوت الهادئ الذي قلما يرتفع أو ينفعل مهما حدث ، لقد عرف جميع جيرانه طبيعته الهادئة بمرور الوقت وفهموا إنه يريد أن يعيش في حاله مع أسرته ، واحترم الجميع رغبته ، فهو إنسان بسيط يعمل حارس بنك استثماري كبير ، ولا يملك من حطام الدنيا شيء غير ابنائه ، ولم يعكر صفو حياته إلا جاره البلطجي المجرم عتريس ، الذي قرر معاقبة حسان لأنه إنسان في حاله !
كان المجرم عتريس يوجه إليه دائما كلمات جارحة بذيئة  ساخرة كلما التقي به  كي يثبت للجميع ان طيبته ليست
سوي خوف وجُبن !
في احد الأيام اعترضه عتريس وهو في طريقه إلي عمله وأمره بعدم المرور في الشارع .
حاول حسان مناقشته ومعرفة السبب، لكن البلطجي عتريس دفعه للخلف بقوة وهو يهدده بالقتل إذا فكر في المرور من الشارع مرة أخري ، وتدخل الجيران للدفاع عن جارهم الطيب  وطلبوا منه ان يسير في شارع آخر منعا للمشاكل .
ذهب حسان إلي عمله وهو حزين ، يشعر بالإهانة إمام جيرانه وأسرته !
وفي نفس الوقت تضاعف حقد البلطجي عتريس وغضبه علي جاره الطيب ، خاصة بعد ان رأي بعينيه حب الجيران واحترامهم له وتعاطفهم معه.
قرر المجر الاستمرار في إرهاب حسان، فاعترض طريقه ذات يوم وأمره أن يدفع خمسين جنيه شهرياً ، فسأله الرجل لطيب عن السبب ، ورد عليه البلطجي بصوت بارد : بدون سبب !
رفض حسان دفع المبلغ وهو ينذر عتريس بأن صبره قد نفد وأنه لن يتحمل المزيد من مضايقاته !
مرت الأيام وأسرة البلطجي عتريس تزيد في اضطهادها للحارس الطيب وأسرته .
ذات يوم قامت أم عتريس بسكب مياه قذرة علي حسان ، وحاول معاتبتها وتذكيرها بحقوق الجار ، ولكن المرآة الملعونة انهالت عليه بالسباب والكلمات الجارحة ، فتركها الرجل وذهب إلي عمله دون ان يرد عليها الإهانة !
بعد أن انتهي من عمله في البنك ؛ عاد الي بيته وفوجئ بالجيران والمارة يتجمعون حول جسدين  لم يعرفهم في البداية ، وعندما اقترب اكتشف أنهم شقيقاه !
يا إلهي ....ما هذا ؟!!... لماذا ..؟!
وعرف من الجيران أن أسرة البلطجي عتريس انهالت علي شقيقاه بالضرب المبرح حتي وقعا علي الأرض جثة هامدة !
وان عتريس في طريقه الي بيته لاختطاف ابنه الوحيد !!
ساعتها ظن حسان انه في كابوس مرعب ولم يصدق أذنيه وعينيه !!
لم يشعر بنفسه وهو يسابق الريح إلي بيته لإنقاذ ولده من السفاح عتريس ، وبالفعل وجد المجرم يمسك ابنه والطفل بصرخ ويستغيث بأبيه كي ينقذه من قبضة البلطجي !
اندفع حسان نحو عتريس لينقذ ولده الوحيد ، لكن البلطجي هدده بقتل ابنه إذا تحرك خطوة واحدة !
توسل إليه أن يترك ابنه ويقتله هو ، فأطلق عتريس
ضحكة عالية وهو يقول : انه لا يريد قتله ، بل يريد إذلاله وهو يري ابنه يُذبح إمامه وهو لا يستطيع حمايته وإنقاذه !!
تمادى عتريس في استفزازاته ووضع  حد السيف علي رأس الطفل المسكين وسار به ببطء والدم ينزف بغزارة !
كان الموقف رهيب علي الأب الوديع !
معقول هذا ؟.!! .... هل أصبحنا نعيش في غابة حقيقية؟
الأب يري ابنه يُذبح أمام عينيه ولا يستطيع إنقاذه !!!
ساعتها اخرج حسان مسدسه علي الفور وهدد عتريس بالقتل اذا لم يترك ابنه !
وفي نفس الوقت اندفعت نحو حسان أم البلطجي وشقيقه يحاولون شل حركته وامسك والد البلطجي ببلطة كبيرة رفعها إلي اعلي ليضرب بها حسان !!
تحرك حسان سريعاً وبقوة  وغريزة الأبوة وحب البقاء والدفاع عن النفس ، وأطلق رصاصة علي البلطجي ورصاصة أخري علي والد البلطجي قبل ان يضربه بالبلطة ثم رصاصتين إضافيتين علي شقيق البلطجي وأمه الملعونة !!
لقد دافع حسان عن نفسه وعن طفله البرئ من عدوان البلطجي الغاشم وعائلته الملعونة !
لقد تصرف التصرف الصحيح والسليم في الوقت 
المناسب تماماً !
وكما يقولون في الأمثال الشعبية : لا يفل الحديد إلا الحديد ، فأن هؤلاء الأوغاد لا يعرفون غير لغة القوة والدم ، وكان لابد أن يحاورهم باللغة التي يفهمونها !
لقيت ام البلطجي وابنها مصرعهم علي الفور وأصيب  المجرم عتريس وأخته بإصابات خطيرة !
وتم تقديم صاحبي الشجاع حسان لمحاكمة عاجلة شهد فيها كل جيرانه الطيبين بحسن أخلاقه وظلم وجبروت عائلة المجرم عتريس ، وان حسان إنسان طيب ،مسالم ولم يتعمد القتل أطلاقا وإنما كان في حالة دفاع شرعي عن النفس .
وكان حكم القاضي العادل ببراءة  الأب الشجاع حسان من كل التهم المنسوبة إليه ، لانه ليس جانياً بل مجني عليه !
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
  AHMED ALNAGAR

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق