الاثنين، 8 أكتوبر 2018

مجلة سماء الإبداع للشعر والأدب الإلكترونية كتب الكاتب والقاص مصطفي حسن محمد سليم قصة بعنوان المجروحة

المجروحة
قصة قصيرة.... بقلم مصطفي حسن محمد سليم
كانت ليلة الخطوبة مليئة بالمفأجات بالنسبة لسعاد، فقد كان الجميع سعداء بخطوبتها، رغم الالآم التي مرت بها في خطوبتها السابقة الفاشلة، مر اليوم بسرعة رغم صعوبته بالنسبة لها ،نظرت سعاد في وجه خطيبها وهو ينصرف في نهاية ذلك اليوم، كانت سعيدة لأقصي درجة ،وخائفة من جرح جديد قد ينتظرها، دخلت غرفتها وجلست أمام المرآة تتطلع إلي صورتها، لأول مرة تشعر أن ملامحها غريبة عنها، وأن الجمال الذي تتمتع به ،هو مايجعل كل إنسان يرتبط بها يلهث خلفها من أجل جمال وجهها ،ثم يبدأ في فرض القيود عليها ،يمنعها من أن تكمل دراستها، يمنعها من الخروج ووضع المكياج، يحولها إلي سجينة، سمعت صوت خلفها ،ويد تربت علي كتفها في حنان ،قائلة لها ماكل هذا التفكير ياسعاد، لقد دخلت إلي الغرفة منذ دقائق وانت تجلسين شاردة الذهن، ابتسمت سعاد ابتسامة تلاشت من علي وجهها بمجرد أن ارتسمت ،وهي تجيبها قائلة أنا بخير ياأمي، ابتسمت امها وهي تقول لها ذلك ماارجوه، أنا اعرف مدي خوفك من هذه الخطوبة ،واعرف أنك لاتتمنين أن تتحول مثل سابقتها، لكن لاتنسي ياحبيبتي أن كل شئ قسمة ونصيب، وأن ارادة الله فوق اختيارنا، قالت لها سعاد أنا لست نادمة علي خطوبتي السابقة لي حمدي، ولكني اشعر إني تسرعت في قرار الخطوبة هذا ،ربما أكون مخطئة وذلك ماستقرره الأيام القادمة...
رن جرس الهاتف المحمول لسعاد ،الذي كان موضوع علي سطح المكتب في غرفتها ،رن الهاتف اكثر من مرة وهي تراه امامها ،شعرت أنه ربما يكون المتصل خطيبها حسين، لم يكن لديها رغبة في الرد عليه، وشرد ذهنها مرة أخري وهي تنظر إلي وجهها في المرآة مرة أخري ،في حين اندفعت امها إلي غرفتها وهي تمسك بيدها التليفون الخاص بها، قائلة لها ماذا أصابك ياسعاد لقد اتصل حسين اكثر من مرة ،وهو غاضب جدا لعدم ردك عليه، فأمسكت بالهاتف من يدها وهي ترد عليه بصوت مرتعش، وقد فوجئت بعاصفة غضب من حسين وهو يقول لها اين انت ؟؟ لقد اتصلت بك اكثر من خمس مرات، فقالت له خير ياحسين ؟! لقد كنت نائمة ولم اسمع صوت جرس التليفون ،فقال لها في سخرية صحي النوم ياست هانم ،أنا واقف تحت المنزل اكثر من ربع ساعة، وعمال اتصل علشان استأذن قبل ما اطلع ،فقالت له في حدة ماهذا الأسلوب في الحديث ياحسين ؟! عموما احنا موجودين في المنزل اتفضل في اي وقت، واغلقت سماعة الهاتف في عنف، انتظرت لمدة ربع ساعة لكي يرن جرس الباب لتفتح له، فلم يحضر حسين ،فأسرعت إلي النافذة المطلة علي الطريق ،فلم تجد أحد ،وشعرت أنها ارتكبت خطأ عندما تحدثت بعصبية مع خطيبها ،وعندما أغلقت سماعة الهاتف في وجه خطيبها بعنف....
في مساء اليوم الثاني ،حضر حسين بعد عدة محاولات للتوفيق بينهم ،ودخل إلي المنزل واتجه إلي غرفة الصالون، وجلس يتطلع إلي باب الغرفة في انتظار حضور سعاد ،ولم يمر علي وصوله عدة دقائق إلاوقد حضرت سعاد وهي ترتدي فستان قصير ،وتضع مكياج صارخ علي وجهها ،وعندما وجدها حسين علي هذا الشكل ،انفعل أكثر وهو يوجه الحديث لأمها ،قائلا لها شايفة ياماما اللي عملاه في نفسها، ينفع كده ،فقالت امها له وهي تحاول تخفيف حدة توتره في ايه ياابني، هي مش عروسة ،فقال لها حسين في عصبية انا مابحبش كده ،لازم يبقي فيه اعتدال في كل حاجة ،شعرت سعاد بالغضب وهي تقف وتندفع نحو غرفتها، وامها تلحق بها وهي تلوح بيدها في الهواء نحوه ،قائلة له ليه كده ياحسين يابني انت ليه بتعمل مشاكل من اولها كده، وبمجرد دخولها إلي غرفة سعاد سمعت صوت أرتطام باب الشقة، فأسرعت إلي غرفة الصالون ،فوجدتها خالية واسترعي انتباها دبلة الخطوبة ،التي وضعها حسين قبل أن ينصرف علي الطاولة، امسكت بها وهي تندفع إلي غرفة سعاد ،قائلة لها لقد رحل وترك هذه ،ثم ناولتها دبلة الخطوبة، شعرت سعاد بزلزال يدمر اعماقها ،وأن كرامتها قد جرحها حسين، وقد تم حسابها عليها تجربة فاشلة أخري، ثم نظرت إلي امها وهي تقول لها في انكسار ،يبدو إني تسرعت في قراري واسأت الاختيار مرة أخري.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق