صرحُ الحضارةِ بالعلومِ يُشيَّدُ
والفكرُ من إشعاعِها يتوقَّدُ
بالعلمِ تغدو الأُمنياتُ حقائقاً
ولواعجُ الإنسانِ كلُّها تخمدُ
لا تنجلي الظلماتُ إلا بنورهِ
والشكُّ بعد يقينه يتبدَّدُ
قد ميَّز الإنسانَ أنه عاقلٌ
من فكرِه إبداعُه يتولَّدُ
فتراه يسعى إلى الحقيقةِ جاهداً
لا يفترُ أو يركنُ أو يقعدُ
يتأمَّلُ بغرائبٍ و غوامضٍ
و بعقلِه و ذكائِه يسترشدُ
إنَّ الحقائقَ خلف بابٍ تقبعُ
مفتاحُه في كلِّ عقلٍ يوجدُ
لكنَّ هذا العقلَ رهنُ إرادةٍ
من غيرِها طاقاتُه تتجمَّدُ
فاعملْ على تحريرِها ترقَ بها
لمراتبٍ تسمو بها و تخلِّدُ
الخُلقُ ينهضُ بالعلومِ و يرتقي
والعلمُ بالأخلاقِ يبقى و يصمدُ
ذو العقلِ يسمو عن الصغائرِ كلِّها
كشفَ المجاهلِ والحقائقِ يَنشُدُ
أمَّا الجهولُ فينبري لفضولِهِ
و تراه في شأنِ الورى يتصيَّدُ
و مكانةُ الإنسانِ رفعةُ علمِهِ
و بخُلقِه يُستنكَرُ أو يُحمَدُ
عصرُ الحضارةِ و العلومِ تحقَّق
و المرءُ من ثمراتِه يتزوَّدُ
في كلِّ يومٍ مستجدٌّ يظهرُ
و تقدُّمٌ و تطوُّرٌ و تجدُّدُ
فتجاربٌ لا تنتهي و دراسةٌ
و تألُّقٌ أصداؤه تتردَّدُ
و يكادُ يصبحُ كلُّ شيءٍ ممكناً
و المعجزُ بالعلمِ لا يُستبعَدُ
العلمُ دون الخُلقِ يصنعُ نعشَهُ
و تراه يدنو منه كلما يصعدُ
دريد رزق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق