خُلِقنا في كوكبٍ للشمسِ مُنتسِبِ
لا شيءَ في الكونِ موزونٌ بلا سببِ
فقدرةُ اللهٍ ربِّ العرشِ مطلَقةٌ
و سَبْرُ أغوارِها أغلى من الذهبِ
قد حرَّك كلَّ ما في الكونِ في فَلَكٍ
مُدوَّرٍ ثابتٍ يدعو إلى العجبِ
فهذه الأرضُ لو عن سيرِها وقفت
لأصبحت كتلةً في الشمسِ من لهبِ
كذلك الشمسُ لو عن جريِها رغبت
هوت إلى داخلِ التبَّانِ كالشهُبِ
بالعلمِ يا أيُها المستكشفُ اسطعتَ
أن تُبصرَ قِصَّةَ الحياةِ عن كَثَبِ
فأوَّلُ كائنٍ أتى به ماءٌ
في البَرِّ والبحرِ جوَّالٌ وفي السحُبِ
وبعده جاءت الأحياءُ راغبةً
تُلاحقُ رزقَها و تلهو باللعبِ
نحاولُ فكَّ لغزِ الروحِ في شغفٍ
فئذ بنُهْيَتِنا تشكو من التعبِ
فالسمعُ والبصرُ واللمسُ معجزةٌ
والشمُ والذوقُ يُبقي الفكرَ في الرِّيَبِ
أُنظرْ ألى الكونِ كم أطرافُه بعُدت
في كُنْهِه البحثُ لا يَروى من الإرَبِ
وانظرْ إلى هذه الأرضِ التي جُعِلت
للعيشِ صالحةً دقيقةَ النِّسَبِ
تمُدُّها شمسُها بالنورِ والدفءِ
فينشُطَ كلُّ من في العالمِ الرحِبِ
وكلَّما خُضتَ في مكامنِ العلمِ
تبدَّد ما على العينين من حُجُبِ
دريد رزق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق