السبت، 31 مارس 2018

مجلة سماء الأبداع للشعر والأدب الألكترونية كتب الشاعر محمد الدبلي الفاطمي قصيدة بعنوان ماذا أقول وأحرفي تتألم

ماذا أَقــولُ وَ أَحْـرُفي تَــتَــأَلَّــمُ
سَأَظَلُّ عَنْكِ بِما أُفَــــــــــكِّـــرُ أَكْتُبُ***وَبِحُرْقَــــتي منْ حَـسْـــــرَتي أَتَعَــــذَّــبُ
طَوْرا أُقاوِمُ بِالحُـــروفِ وتـــــارَةً***أَرْجو الرَّحيمَ وَبِالـــــتَّــــوَسُّــلِ أَطْــــلُـبُ
إذْ لا أَزالُ بِما أُفَــــكِّــــــــــرُ حائِراً***في أَحْرُفٍ عَـــنْ مَنْطِـــــقي تَـتَــــهَــرَّبُ
جادتْ يَدايَ بِما أَبوحُ وَلَيْـــتَـــــــني***بِالنَّظْمِ مِنْ وَجَــــعِ الهَـــــوى أَتَطَــــبَّــبُ
واحَرَّ قَلْبي مِنْ سَعيرِ تَعاسَــــــــتي***مازِلْتُ فَــــوْقَ لَهـــــــيـــــبِها أَتَــقَـــــلَّـبُ
////
ماذا أَقولُ وَأَحْرُفي تَتَــأَلَّــــــمُ***وَالمُــــفْـــــــرَداتُ بِمَنْــــــــــطِقي تَـتَـــــحَكَّـــمُ؟
لَمْ أَدْرِ كَيْفَ أُعيدُ نَبْــــــــــــــرَتَها لها***وَهِيَ الَّتي بِـــبَــيانِها أَتَكَــــــــــــــلَّــــمُ
صَفْراءُ مِنْ كُتُبِ الأَوائلِ قَدْ أَتَــــــــتْ***تَهْدي العُقولِ بِسَــــــهْـــلِها وَتُعَـــلِّـــمُ
وَبِها الفَصاحَةُ في اللِّـــــــسانِ صَريحَةٌ***تَحْيا بِأَغْراضِ البيـــــــانِ فَتُـلْـهِـــمُ
مُلْتَــفَّــــــــــةٌ حَوْلَ الهِلالِ بِنورِها***دَوْماً يُرَتِّلُها اللِّـــسانُ المُــــــــــــسْـــلِـــمُ
////
أَهْلي بِضائِقَةِ الظُّروفِ تَعَلَّــــــــلوا***وَبِجَهْلِ مُنْطَلَقِ الطَّريـــــــقِ تَضَــلَّـــلوا
إذْ جَمَّعوا الأَضدادَ وِفْــــــــقَ ضَلالَةً***ظَلَّتْ بِها خُطَبُ الرِّعاعِ تُـــــــوَلْـــوِلُ
حَتَّى غَدَتْ بِوَباءِ لَغْوٍ عاجِـــــــــــزٍ***لَمَّا اسْــــتَــبَـــدَّ بِها الرُّعاةُ الجُــــهَّــــلُ
قِيَمٌ مُلَـــفَّـــقَةٌ وفَهْـــــمٌ ساقِــــــــــــطٌ***وَبَلادَةٌ عَــــنْ سِــــــــــرِّها أَتَــــساءَلُ
صَدَقَ الفَرَزْدَقُ والحُطَيْئةُ حيــــــنَما***قالا بِأَنَّ المَـــــخْصِيــــينَ تَرَجَّـــــلوا
////
يا وَيْحَ قَوْمي بِالخُنوعِ تَشَبَّـــــــــعوا***وَبَدواعلى عرْشِ الغَباءِ تَرَبَّــــــعوا
وَصَلَتْ إلَيْهِمْ بِالتَّعاسَةِ نَكْــــــــــسَةٌ***وَغَدَتْ تَصيحُ بِهمْ أَلا مَنْ يَصْفَـــــــعُ
لَمْ يُرْضِ قَلْبي ما أَراهُ بِأُمَّــــــــــتي***عَيْشٌ لهُ مِنْ كُلِّ بُــــــؤْسٍ بُرْقُـــــــعُ
إِذْ تِلْكَ أَتْعَسُ حِقْبَةٍ نَجْــــــــــــتازُها***تَحْتَ الهَوانِ وَلا سُيـــوفٌ تَــلْـــــمَعُ
فَاليَوْمَ حَقَّ لِكُلِّ سَهْمٍ طائِـــــــــــــشٍ***مِنْ أنْ يُصابَ بِهِ الخَصِيُّ الأَوْكَــعُ
////
غَيْري تَخَلَّى في الأُصولِ عَنِ النَّسَبْ***طَوْعاً كَما فَعَلَ الكََثيرُ مِنَ العَرَبْ
تَعِسَ اللَّئيمُ وَساءَ ما يَأْتــــــــــــي به***إنَّ اللَّئيمَ إلى الثَّعالِبِ يُنْتَــــــــــسَبْ
وَعلى الزَّمانِ بَكى المَكانُ بِأُمَّتي***حَيْثُ الجَرائِمُ في المَحارِمِ تُرْتَكَـــــــبْ
وَكَأَنَّما حِلْفُ الرَّذيلَـــــــــةِ جاءَنا***بِالمُنْكَراتِ مِنَ الفِعالِ وَبِالغَــــــضَبْ
تَبّاً لنا مِنْ أُمَّةٍ مَهْـــــــــــــزومَةٍ***فيها ابْـنُ آدَمَ قَــــدْ أَســـــاءَ إلى الأَدَبْ
////
يا مَنْ تُفَكِّرُ في صِفاتِ حَبـــيبِها***وَتُريدُ فَحْلاً أَنْ يَفوزَ بِحُــــــــــــــبِّها
تَطْفو وَتَرْسُبُ في بِحارِ غَرامِها***والعِشْقُ زادَ طُفُوَّها بِرُســــــــوبِـها
أَوَما ترى الأَزْهارَ ما منْ زَهْرَةٍ***إلاَّ وَقَدْ يَنِعَتْ بِظَهْرِ قَضيــــــــــبِها
وَالطَّيْرُ قَدْ نَطَقَتْ على أَفْنانِها***فرَوَتْ فُـــــنونَ الشَّــــدْوِ منْ تَصْويبِها
تَشْدو فَتَهْتَزُّ القُلوبُ كَأَنَّمــــــا***نَبَضاتُها رَقْــــصٌ على تَطْــــــــريبِها
محمد الدبلي الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق